vendredi 19 février 2010

أقليات الشرق رهائن أم أصحاب وطن

بقلم: مدحت قلادة
الأقليات المسيحية بالشرق الأوسط جذورهم ضاربة بالمنطقة، آثارهم شاهدة على حضارتهم العريقة، عانوا من موجات عاتية من الاضطهاد والتنكيل، صمدوا صمود الزمن تحملوا الكثير من الظلم والاضطهاد، يعيشون الآن أقليات في منطقة شهدت في العصر الحديث تغييرات في سلوكيات شركاء الوطن والإنسانية، قديما قبل ظهور الأديان عاش البشر بكود أخلاقي فى وئام اجتماعي، ومع التطور ومادية العالم حديثاً انعدم لدى الغالبية الكود الأخلاقي ليحل محله كود مؤدلج بأيديولوجية الكراهية التي اكتسحت المنطقة خاصة بعد الطفرة الغير متوقعة في سعر برميل البترول، فاستطاع البدو السيطرة على الإعلام والميديا بالمنطقة وساعد ذلك مادية العالم فأصبح تعبير " Money before Morals" يسود العالم المتقدم والمتخلف على حد سواء فنشروا التطرف والتخلف أينما ظهروا وحولوا الحب لكراهية، والبسمة لدمعة، والضحكة لبكاء وعويل، فمسلسل تصفية الأقليات المسيحية بالمنطقة يجري بمعدل سريع لتتحطم لوحة الموزاييك الجميلة بالمنطقة ليصبح اللون الأسود هو اللون السائد طبقاً لفكر القائمين بعمليات تصفية مسيحيي الشرق والاقليات .

ولا يقتصر اضطهاد الاقليات المسيحية في الشرق الاوسط فقط بل فى الشرق الاقصى ايضا ففى دول الشرق الاوسط فى العراق لبنان، سوريا، مصر، السودان، فلسطين، والجزائر وسابقاً في شبه الجزيرة العربية، وفى الشرق الأقصى كماليزيا وإندونيسيا وباكستان تعانى اضطهاد وتصفية كما فى دول افريقيا إريتريا والصومال تعاني الأقليات المسيحية اضطهاد منظم من حكومات وأفراد على حد سواء وهناك دول ضالعة في تمويل الاعتداءات على مسيحيي الشرق بهدف عدم استقرار المنطقة ودول اخرى بقوانين ظالمة وعدم تفعيل القوانين الحقوقية في دساتيرها القائمة.

انخفاض أعداد مسيحيي الشرق:

كان عدد المسيحيين في الناصرة وبيت لحم عام 1922 يزيد عن عدد المسلمين أما اليوم انخفض العدد وأصبح يقل عن اثنين بالمائة من السكان.
كان يشكل عدد المسيحيين في لبنان أكثر 55% من مجمل السكان عام 1932 وصل تعدادهم الآن إلى 29 بالمائة خاصة لكون لبنان اصبحت محل نزاع للسيطرة السنية او الشيعية وماتفعه تلك الدول لنشر ايدلوجيتها فى لبنان .

كان تعداد المسيحيين بالعراق مليون وربع مليون نسمة والآن وصل تعدادهم إلى عشرات الآلاف بعد تصفيتهم بعمليات الخطف والذبح والنحر والتفخيخ ..الخ المعتادة لجماعات الاسلام السياسي.

فى سوريا كان عدد المسيحيين لوقت قريب يساوى 33% من السكان فى القرن الثامن عشر و الان هجر الكثير من المسيحيين واصبحت النسبة 9% بعد النشاط الدائم لجماعات الاسلا السياسي سوريا مع الاخذ فى الاعتبار مساحة التسامح من النظام السورى للاقليات المسيحية.

في مصر يعاني الأقباط " اكبر اقلية دينية فى الشرق الاوسط " من اضطهاد منظم منذ انقلاب يوليو عام 1952 خاصة بعد ان قام الرئيس الراحل انور السادات ببعث الحياة للاسلام السياسي لضرب الشيوعيين واليساريين فبعد مسلسل الاعتداءات المتكررة على اقباط مصر أصبحت قضية اضطهاد الأقباط ظاهرة للمجتمع الدولي، وعُقِد العديد من المؤتمرات المنددة باضطهادهم وشارك الاتحاد الأوروبي والكونجرس الأمريكي ومنظمات حقوقية عالمية وعدد كبير من الصحف العالمية التي أسهبت في إيضاح اضطهاد أقباط مصر فوقع اقباط مصر ضحية بين رحى النظام والاخوان وزايد النظام والاسلام السياسي على اضطهاد الاقباط لكسب الشارع المتطرف.

تعود أسباب الاضطهاد لمسيحيي الشرق لعدة عوامل أهمها:

1- الثقافة الإسلامية الذمية والنظرة الدونية للآخر على اعتبار "أنهم أفضل أمة أُخِرجت للناس" وان الاسلام افضل جميع الاديان ومن ابتغى غير الاسلام فهو من الخاسرين.

2- سعي الدول البترولية للهيمنة على المنطقة بنشر الأيديولوجيات الدينية المتطرفة وانفاق عائدات البترول فى تخريب دول الجوار للهيمنه عليها.

3- اهتمام الدعاة الاسلاميين بالكم وليس بالكيف بتشجيع زيادة المواليد بين المسلمين مما حذا بأحد الدعاة الجدد ليصرح بأن الغرب يملك قنابل نووية ونحن لدينا قنابل الأرحام بزيادة النسل، سنحكم العالم... إلخ .

4- اكتساح هوس الدينى لغالية الشعوب المنطقة تحول النظرة لمسيحيي الشرق من أصحاب وطن الى رهائن للغرب خاصة بعد حروب الولايات المتحدة وتحريرها للعراق والحرب على افغانستان ..الخ

5- تلويث الاثير بالفضائيات المتطرفة وزيادة الجرعة الدينية فى دول المنطقة خاصة القنوات الناشرة الكراهية والحقد للاخر

6- تحول العبادة للمارسات شكلية مع ترك جوهر الدين .

7- القيود الصارمة على الفكر والابداع وتدخل الدين فى كل كبيرة وصغيرة بداء من دخول دورة المياة الى فراش الزوجية .

8- تضامن الدول الاسلامية فى الامم المتحدة بعضها لبعض انطلاقا من مبداء " انصر اخاك ظالما او مظلوما "

9- افساد المجلس الدولى لحقوق الانسان فى الامم المتحدة بعقد صفقات بين الدول الاسلامية والديكتاتورية بمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة كما حدث الان اثناء مسائلة مصر بمجلس حقوق الانسان وظهور تواطوء الدول العربية والديكاتورية مع مصر للتغطية عن اضطهاد الاقليات بها .

وتظل المشكلة الرئيسية في فكر المتأسلمين الذين حولوا الأقليات من أصحاب وطن لرهائن، والدليل على ذلك مسلسل تصفية مسيحيي العراق بعد التحرير لاعتناقهم نفس دين الغرب، ومسلسل تصفية مسيحيي مصر باعتبارهم يتبعون الغرب، لذا ليس من الغريب أن يطلق في صعيد مصر على القبطي لقب الخواجة " كناية عن انه غربى "، كما أن معاناة مسيحيي فلسطين من أخوان غزة من حرق وسلب ونهب المكتبات السحية والكنائس بها دلائل تؤكد على اعتبار مسيحيي الشرق رهائن وليسوا أصحاب وطن فعملوا على تصفية وجودهم بكل الطرق الغير شرعية كما يعانى مسيحى الاقصى مثل ماليزيا واندونسيا وكوريا الشمالية وباكستان ..الخ من اضطهاد وتصفية.

ومن هذا المنطلق صرح المهدي عاكف بأنه يفضل تركي أو ماليزي لحكم مصر خير من القبطي، وصرح سابقاً الشيخ صلاح أبو إسماعيل "إن المسلم الهندي أقرب للمسلم المصري من القبطي ومازالت النظم تزايد على اضطهادهم لكسب الغوغاء، مع غياب تام للقوانين الضامنة لحقوق تلك الأقليات بالإضافة للتعنت الشديد من الأجهزة الأمنية ضد المساواة لمسيحيي الشرق.

أخيراً تكمن المشكلة الحقيقية في اعتبار الأنظمة والجماعات الإسلامية لمسيحيي الشرق أنهم رهائن وليسوا أصحاب وطن، بدليل بعد رفض التصريح ببناء المآذن علت الأصوات بالمعاملة بالمثل، أي هدم منارات الكنائس ومنع أجراسها في مصر ودول المنطقة متناسيين أن ما ينطبق على مسلمي أوروبا لا ينطبق على مسيحيي الشرق فمسلمي أوروبا وافدين من أصول عربية وشرق أوسطية، أما مسيحيي الشرق ليسوا وافدين بل هم نسيح حي ايل لتراب تلك الأرض المقدسة المروية بدمائهم ودماء أجدادهم.
ملك صالح خير من شرائع عادلة "مثل دانمركي"
تجربة مريرة علمتني أن كل المعابد ليست بيوت الله فنوعاً كانت مسكونة بالشياطين، فدور العبادة ليست ذات قيمة إلا إذا حرسها رجل الله الخير "من أقوال غاندي"

Medhat00_klada@hotmail.com

مبارك.. مبارك صعب عليك أن ترفس مناخس

السيد الرئيس حسني مبارك

تعلم جيدا أن الأقباط يعيشون ظروفا صعبة في عصركم الذهبي وتعلم جيدا أن دوام الحال من المحال، ولكن ما لا تعلمه انه صعب عليك أن ترفس مناخس.


- فقد كتبنا إليك أكثر من مرة بكل الحب والتقدير راجين منك أن تفعل ما يجب أن يفعله أي رئيس أقسم أن يرعى مصالح الوطن واؤتمن علي سلامة مواطنيه وأراضيه .. ولكنك أهملت جميع الرسائل ولم ترد علي أي رسالة وتركت الشر يبرح في أرض مصر من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، فالأقباط اليوم يعيشون ظروف مأساوية وأنت لم تبالي بعويل المقهورين والمشردين والمهجرين في حين تسخر كل أجهزة إعلام الدولة من أجل مباراة كرة قدم.


- وجهت إليك نداءات كثيرة لكي توقف مهازل أصبحت تحدث بصورة يومية ولكنك أخذت علي عاتقك أن تعمل بمبدأ لا أسمع لا أري لا أتكلم من جهة أي مشاكل تخص الأقباط وكأنهم ليسوا من أهل هذا البلد.

- طلبت أن لا نتظاهر أمامك في الخارج وألا نحرجك أمام الدول التي تستضيفك، وفعلنا ذلك، ولكنك لم تفي بوعودك بحل المشاكل.


- طلبت حشد تأييد الأقباط لك في كل تجديد انتخابي، ووعدت بأنك سوف تحسن الأوضاع ولكنك لم تفعل ذلك بل علي العكس.


- قتلة الأقباط برأتهم ومضطهديهم أعطيتهم مناصب عليا لكي يزدادوا في اضطهادهم.


- حاولت استقطاب رجال الكنيسة لكي يستخدموا نفوذهم في تهدئة الشعب القبطي في الداخل والخارج ولكن الله أخزى المستقطبين.


- استخدمت اليهوذات لضرب الأقباط من الداخل وإحداث انقسامات داخلية في المجتمع القبطي وقد أصيبوا كلهم بالعار نتيجة ضعف نفوسهم أمامك.


- شاهدت بأم عينيك ما حدث للأقباط في الكشح والجيزة والمنيا وأسيوط وقنا والأقصر وأسوان والإسكندرية والمنوفية وأخيراً فرشوط، ولم تأمر بمعاقبة المجرمين كما يفعل الرؤساء الشرفاء في دول العالم المتقدمة الذين ينالوا احترام شعوبهم والعالم ويخمدون الفتن من مصدرها، ولكنك اتبعت مبدأ لا اسمع لا أرئ لا أتكلم.


- أرسلت لك منظمات دولية وحقوقية خطابات تطالبك بالإفراج عن القس متاؤس وهبة وأن تعطي الأطفال حقوقهم وأن تحترم حريتهم كما في دول العالم المتقدمة، ولكنك أهملت كل هذا لانك تعيش بمبدأ لا أسمع لا أري لا أتكلم في كل ما يخص الاقباط.


- طالبناك بقانون دور العبادة الموحد لكي تستريح مصر من الهمجية والأساليب البربرية، ولكنك تركت الكل يعبث بكلام وتصرفات عنصرية حتي أمام كاميرات التليفزيون وفقدت الدولة هيبتها أمام رجل الشارع وغاب القانون وانهارت مؤسسات الدولة وتوارى العدل وساءت سمعة البلاد دولياً.


- تسافر بين الدول وتقطع ألاف الكيلو مترات وتسهر الليالي لكي تحل المشكلة الفلسطينية وتعمل علي الحفاظ علي أمن الدولة العبرية وتهمل المشكلة القبطية ولا تعبأ بأمن مصر وسمعتها دولياً.


- تقضي الساعات في استاد القاهرة وتسخر كل أجهزة الدولة من أجل مباراة كرة قدم أو الوصول إلي بطولة أفريقية لن تعود علي الشعب بأكثر من فرحة لعدة ساعات قليلة، وتركت الأقباط يشردون ويهجرون من منازلهم وتقطع مصادر رزقهم وتغتصب بناتهم وينوحون الليل والنهار.


- أنت تنام في هدوء غير عابيء بهموم الأقباط، ولم تفكر في التخفيف عنهم بل أمرت الإعلام الحكومي بألا يتحدث عنهم وأمرت الشرطة بإغلاق المدن والقرى حتي لا يجدوا من يقف بجانبهم ثم يجبرون علي تصالح قهري وتنازل عن حقوقهم حتي لا تكون هناك قضية وحقوق يمكن المطالبة بهم دولياً.


- لقد ملأتك الأحزان علي موت حفيدك وأسرعت للخارج للعلاج رغم انه لم يمت نتيجة اضطهاد أو غدر من أحد ووقفنا بجانبك وعزيناك وطلبنا من الله أن تمر عليك هذه المحنة بسلام، ولكنك لم تواسينا في أحزاننا ولم تخفف عنا أثقالنا بل كان صمتك مباركة وتأييد لمضطهدينا وسببا لتكرار الأحداث.


- تقف حجر عثرة أمام العائدين للمسيحية والمتنصرين ولم تُفعِل بنود الدستور بل اختزلتها في المادة الثانية منه وكأن الإسلام مُعرض لخطر الضياع والاندثار بسبب الحريات الدينية لهؤلاء.

- في عصرك أمتلأت البلاد بالرشوة والفساد والدعارة والأمراض الوبائية وملأت القمامة أكبر الأحياء وأرقاها في حين أن هناك بلاد كثيرة تغيرت وارتقت عنا في الخمس والعشرين سنة الماضية .


- إن سياسة الحزب الوطني فككت البلاد داخليا وأهانتها خارجياً .


- إن رحمة الله واسعة وطول آناته لا تعني إهماله لأولاده وشعبه لأنه قال مبارك شعبي مصر ولكن صعب عليك أن ترفس مناخس.

إننا اليوم لن نثق بوعودك ولن نصدق قسمك ولن نُبايعك ولن نَقبل التوريث.

إننا نقول مع داود النبي: معونتي من عند الرب.. لأن الرب قال: لي النقمة أنا أجازي

إننا نثق أن الله لن يتركنا لأنه قال: في ضيقكم أتضايق وأرسل ملاك حضرتي ليعزيكم

فصعب عليك أن ترفس مناخس..

إتحاد المنظمات القبطية الفرنسية

عقد يوم 15 يناير 2010 في باريس اجتماع ضم الأستاذ الدكتور مجدي سامي ذكي– أستاذ القانون الدولي بجامعة السور بون – و رؤساء الهيئات القبطية الفرنسية الآتية


1- الهيئة القبطية الأوربية ممثلة بالأستاذ وجيه رياض نائبا عن الأستاذ ناجي عوض رئيس الهيئة.

2- هيئة الشباب القبطي الفرنسي ممثلة بالأستاذ نسيم كامل رئيس الهيئة.

3- جمعية أصدقاء الأقباط ممثلة بالأستاذ جميل جورجي رئيس الجمعية.

وقد تمخض الاجتماع عن إقامة اتحاد للهيئات القبطية الفرنسية يهدف الي ..


1- دراسة أوضاع الأقباط في كل من مصر وفرنسا ومدي إمكانية الاهتمام بالكيان القبطي في فرنسا.

2- التنسيق في العمل بين إتحاد المنظمات القبطية الفرنسية واتحاد المنظمات القبطية الأوربية.

3- مدي تقديم العون و المساعدة لمتضرري أحداث العنف الطائفي في مصر .

4- نشر الثقافة و اللغة القبطية في الغرب والمحافظة علي التراث القبطي.

5- الاهتمام بالشباب القبطي الفرنسي والعمل علي ربطه بالتراث القبطي المصري.

6- الانفتاح و التواصل مع مسيحي الشرق و الأقليات المضطهدة في الشرق الأوسط والعالم.

7- العمل علي توصيل الصوت القبطي والقضية القبطية للمحافل الدولية نتيجة تقصير الدولة المصرية في حماية الأقباط .

8- تكوين كيان قبطي علماني أوربي يساند الكنيسة القبطية المضطهدة في مصر.

9- العمل علي مساندة الحريات الدينية ومبادئ حقوق الإنسان.

10- الاهتمام بالكيان القبطي في فرنسا واندماجه في المجتمع الفرنسي.

11- أقامة المؤتمرات والندوات الدولية والمحلية لزيادة الوعي ومناقشة القضية القبطية.

12- التواصل مع الجمعيات القبطية وجمعيات حقوق الانسان في مصر والعالم وتبادل

المعلومات.


وقد تم الاتفاق بإجماع كل الأصوات علي تعيين


الأستاذ الدكتور مجدي سامي ذكي رئيسا للاتحاد.

والأستاذ جميل جورجي المدير التنفيذي والمتحدث الرسمي للاتحاد.

والأستاذ نسيم كامل رئيس لجنة الشئؤن الداخلية.

والأستاذ وجيه رياض رئيس لجنة التخطيط والمتابعة

dimanche 14 février 2010

الأقباط وجلعاد شاليط


جلعاد شاليط جندي إسرائيلي من أصل فرنسي ولد في 28 أغسطس 1986 بمدينة نهاريا بإسرائيل وكان يخدم في سلاح المدرعات الإسرائيلي يوم أن أسر بأيدي أفراد المقاومة الفلسطينية التابعة لحركة حماس في 25 يونيو 2006 أي بعد حوالي سنة من التحاقه بالجيش. وقد فشلت كل محاولات إسرائيل في الإفراج عنه فلجأت إلي صديقتها الحميمة وجارتها المخلصة مصر لتقوم بالوساطة بينها وبين حماس للإفراج عنه وأصبح لجلعاد شاليط دوسيه في رئاسة الجمهورية بأمر من الرئيس مبارك ويشرف علي هذا الدوسيه السيد عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية الذي يقوم برحلات ومفاوضات مكوكية بين القاهرة و إسرائيل وغزة لنقل المقترحات والحلول المطروحة بين الطرفين وتقديم تقارير عنها للسيد الرئيس حسني مبارك الذي يعكف علي دراستها ويقوم سواء بتأييدها أو التوسط بين الطرفين لتعديلها ولا يكل حتي الآن من دراسة هذا الدوسيه بالإضافة إلي الدوسيهات ألآخري الخاصة بالعلاقة مع الجارة الصديقة إسرائيل حتي يتم التوصل إلي حل للإفراج عن جلعاد حتي ولو أدي الأمر إلي إقامة جدار عازل بين مصر وغزة لزيادة الضغط والحصار علي حماس في حين أن مصر انتقدت سابقا الجدار العازل الإسرائيلي.
عندما أفكر في اهتمام الرئيس مبارك بإرضاء إسرائيل والسعي للإفراج عن جلعاد أتعجب من مواقفه تجاه الأقباط أبناء مصر الذين أقسم أن يرعى مصالحهم فهو لم يهتم بأي رسالة قبطية أرسلت إليه ولم يأمر بالكشف عن قتلة الجندي القبطي هاني ساروفيم ولم يهتم بحقوق العائدين للمسيحية ويترك القاضي هو الذي يحدد للمواطن المصري عقيدته ولا يتحقق من الإهانات التي يتعرض لها المصريين في أقسام الشرطة ولم يساند الأطفال المصريين في اليوم العالمي لحقوق الطفل بل يتركهم يعانون من مشاكل لا دخل لهم فيها من تشرد في شوارع مصر ومن إجبارهم علي ديانة لا يريدونها كما انه أرسلت له رسائل عديدة من جمعيات حقوقية غير حكومية وموقع عليها من مصريين في الداخل والخارج تطالبه بالتدخل السريع لحماية الأقباط في فرشوط وغيرها ولم يتدخل حتي الآن.
هل يعقل أن تصدر المحكمة أربع أحكام للإفراج عن المدون هاني نظير والداخلية المصرية تلقي بالأحكام في سلة المهملات دون أقناع المحكمة والمجتمع بعدم تنفيذ الأحكام إن هاني نظير سجين بلا تهمه حقيقية.
إن الرئيس يترك الأمور تتفاقم وعندما يخرج أقباط أوربا في مظاهرات أثناء زياراته تطالبه بالتدخل فيصر علي عدم التدخل ويقوم مستشاريه بطرح أفكار بعيدة كل البعد عن الحل ولكنها تصب في محاولة إجهاض هذه الاحتجاجات مستخدمين اليهوذات في تنفيذها فقد اقترحت الحكومة المصرية تنظيم رحلات للجيل الثاني من المغتربين يجمع بين شباب مسيحي ومسلم للقيام برحلات لمصر لمدة أسبوعين وقامت بتسليط الإعلام الحكومي عليها لتبين لأوربا أنها تهتم بأبنائها في الخارج من مسلمين ومسيحيين وان ما يحدث في الداخل هو حالات فردية خاصة يقوم بعض أقباط المهجر بالإذعان بأنها مدبرة ولكن هذه الحكومة الذكية لا تعي أن الغرب ليس بهذا الغباء حتي لا يفرق بين المدبر والغير مدبر فالأفضل لها توجيه ألاف الدولارات لتعويض المتضررين ومعاقبة المجرمين بدلا من استخفاف عقول البشر فمن يظن انه اذكي جميع الناس هو في الواقع أغباهم.
فهل مشكلة جلعاد شاليط أهم من مشاكل الأقباط ؟
وهل لإسرائيل خاطر عند السيد الرئيس أكثر من الكنيسة التي سجن كاهنها ظلما وأعلنت ذلك أكثر من مرة؟
وهل أبناء إسرائيل أهم من أبناء مصر؟
وهل الجندي الإسرائيلي أهم من الجندي المصري الذي لازالت عائلته تبكي عليه وبدلا من مواساتها وتضميد جراحها أمرت هذه الأسرة ألا تتحدث للإعلام الداخلي أو الخارجي.
إن المظاهرات في أوربا والتي أخذت طريقة منتظمة في المطالبة بحقوق الأقباط كشفت للدول الأوربية تعصب الحكومة المصرية التي تنادي بحقوق المسلمين في أوربا وتتغاضي عن حقوق الأقباط في مصر في حين أن المسلمين يعيشون في أوربا أفضل مما يعيشون في بلادهم والدليل تمسكهم بالبقاء فيها فلم تحرق منازلهم أو محلاتهم أو تمزق أجسادهم في الشوارع والحقول الأوربية كما حدث في الكشح والمنيا وأسيوط وغيرهم فأقول لكم اتجهوا بجدية إلي الحلول وابعدوا عن المسكنات والخداع.
فهل سيأتي اليوم الذي فيه يفكر مبارك في مشاكل الأقباط بالطريقة التي يتعامل بها مع مشاكل إسرائيل أم علي الأقباط أن ينتظروا حتي يرحل مبارك.
جميل جورجي
رئيس جمعية أصدقاء الأقباط
فرنسا

http://www.freecopts.net/arabic/2009-08-23-00-20-14/2009-08-23-00-25-54/2095-2009-12-23-17-11-19