lundi 22 novembre 2010
السبب الحقيقى للجرائم التى ترتكب باسم الدين
كتبها حنا حنا المحامى
الأحد, 21 نوفمبر 2010 13:05
لقد امتد الشر بشكله البشع إلى العراق الشقيق, فقد غزا أعداء الانسانيه كنيسة السيده العذراء واغتالوا قوما عزلا فى حاله من السمو النفسى أمام الحضره الالهيه ولم تتردد تلك الايادى الشريره النجسه من إمطارهم بوابل من الرصاص قتل على أثرها ما يقرب من ستين وإصابة عدد مماثل تقريبا.
انزعج العالم كله لهذه المذبحه الغير انسانيه, ثم تحركت السلطات الامنيه فى العراق, وطبعا هذا لن يعيد الارواح التى فقدت ولا الازواج لأراملهن, ولا الآباء لابنائهم, ولا الشابات والشباب لنضارة حياتهم وأمالهم الورديه, تلك الأمال التى اصبحت فى لون الدم المراق وغبرت معها الحياه الى ذكرى ... بل ذكرى مؤلمه تدمى القلوب والأفئده.
ومن الغريب أن تلك الجريمه الشنعاء تم ارتكابها باسم الدين. ولست أدرى ما هو ذلك الدين الذى يسمح بالجريمه ضد العزل فى خسه ونذاله بل وجبن. ويتجسد الجبن بأن هؤلاء القتله والسفاحون لا يجرأوا على ارتكاب أى حادث ضد إسرائيل والمفروض أنها العدو الحقيقى الذى استولى على أرض المسلمين, أليس هؤلاء القتله مسلمين؟ وهم أيضا يقتلون باسم الدين؟ لماذا لم يتحركوا ضد اسرئيل باسم الدين أيضا؟ إنه لأدنى درجات الجبن.
وتصل قمة الجبن إلى أن هؤلاء القتله يرسلون بالسذج لتفجير أنفسهم أما هم فيحافظون على مراكزهم وأموالهم التى يكدسونها باسم الدين أيضا فلم نسمع عن أى أحد فيهم أن فجر نفسه ليتمتع بالرغد والهناء الموعود بالجنّه, كما أنهم لم يرسلوا أبناءهم لنفس الغرض ونفس الهدف.
بل ظلوا يتمتعون بما يحصلون عليه ثمنا لدماء الابرياء ومكافأة للجريمه المرتكبه ضد الابرياء.
لم نر أن هيئات أسلاميه قامت لتندد عن جديه بتلك الجريمه, ولم أجد تحركات جاده من الساده المسلمين لتشجب ذلك الفعل الخسيس. ولم أجد مطالبه جديه من الساده المسلمين يطالبون بالبحث الجاد عن مخبأ هؤلاء المجرمين ليكتثوهم ويكتثوا جرائمهم المقبله. وهنا يثور التساؤل .. هل يمكن أن يكون هناك من البشر من يرضى بمثل هذه الجرائم؟ ربما !!!
نعم ..... ربما, ولكن لماذا وكيف؟
قبل أن نتعرض تفصيلا لتحليل تلك الجرائم والباعث الحقيقى عليها نود أن نشير إلى أن أغلب الدول الاوروبيه والامريكيه قد ألغت عقوبة الاعدام لماذا؟
النظريه أن الله جل وعلا قد خلق الانسان وهو الذى بث فيه الروح. ولا يجوز لإنسان آخر تحت أى ظرف من الظروف أن يسلب تلك الروح لآى سبب من الاسباب ولا يجوز أن ينزعها من الانسان إلا خالقها, وخالقها فقط. ومن ثم يمكن أن تكون العقوبه هى الحبس مدى الحياه كحد أقصى. وتلك العقوبه تنطبق حتى لو كان الجانى متهما بالقتل. ذلك أن الجانى وإن كان قد سلب الروح التى هى من سلطة الخالق فقط, فلا يجوز للسلطات أن تنتزع هذا السلطه الالهيه.
على ذلك يكون مرتكب جريمة القتل قد ارتكب جريمتين جريمه جنائيه يعاقب عليها القانون ... أى قانون, وجريمه إنسانيه ودينيه بأن اعتدى على سلطة الخالق فى سلب المجنى عليه حقه فى الحياه والتى هى من سلطة الخالق فقط لا غير.
أما كيف أننا نجد أناسا يرتكبون تلك الجرائم متلحفين بالدين والجهاد فهذا هو محل تحليلنا للدافع الحقيقى.
يقول علم الاجرام إن الانسان يولد وبه نوازع للخير ونوازع للشر ولكن بنسب متفاوته. وهنا يقوم دور الثقافه الدينيه ودور المجتمع والمدارس فى تصقيل نفسية الشخص وأخلاقه ونوازعه وميوله مما يسمى بالتسامى. فيتسامى الانسان بغرائزه التى تميل إلى الشر وعبودية الغرائز, إلى إنسان اجتماعى يتفاهم فى ود وصفاء مع أفراد المجتمع الذى يعيش فيه فيصبح إنسانا اجتماعيا يمتزج بفكره وسلوكه مع هذا المجتمع.
إلا أن ثمة عوامل أخرى قد تؤثر فى الانسان وفى نزعته إلى الجريمه مثل البيئه والمجتمع الذى يعيش فيه, والنشأه والتربيه والثقافه, هل هى ثقافة تنمى فى الشخص السمو الاجتماعى أم تنمى فيه النفور الاجتماعى فيصبح الانسان حاقدا على المجتمع يتربص الفرصه ليظهر هذا الحقد فى صورة جريمة ما مثل السرقه أو الايذاء سواء للانسان أو الحيوان.
ولذلك تكون التربيه التى تتسم بالوداعه والمحبه تؤثر فى الطفل وتجعل منه إنسانا وديعا أليفا يحب أقرانه ويحب العلم ويميل إلى المعرفه لانها توسع مداركه وتمنحه ثقه فى النفس فتكون النتيجه أنه يكون محبا للغير سريع التجاوب فى مساعدتهم.
أما الانسان الذى ينشأ على القسوه والكراهيه فيكون إنسانا ناقما على المجتمع الذى يعيش فيه لأن قيم هذا الجتمع تحرمه من السلام والسعاده النفسيه والاطمئنان. فيصبح إنسانا ساخطا على المجتمع تتحكم فيه العقد النفسيه التى تدفعه إلى الانتقام, وغالبا يعبر عن ذلك الانتقام فى حبه لأيذاء الحيوانات خاصة الصغيره. مثل هذا الانسان تنمو فيه روح الجريمه فيندفع إليها, ولا يحجم عن ارتكاب الجريمه إلا بوازع من الخوف سواء من العقاب أو من الفشل فى إتيان تلك الجريمه.
وعلى ذلك تؤثر فى الانسان لارتكابه الجريمه عدة عوامل منها النشأه والتربيه, والمجتمع الذى يعيش فيه, والبيئه والمدرسه.
ولكن يقول علم الاجرام إن أهم عامل من تلك العوامل هو عامل "الوراثه" فقد تبين من الدراسه أن فتاه كانت متبناه بواسطة عائله راقيه جدا. فأنشاوا تلك الفتاه على التدين والحياه الاجتماعيه الراقيه التى تتسم بالاحترام والنقاء فى السلوك وفى المشاعر تجاه الغير. إلا أن هذه الفتاه تبين أنها تميل بشكل غير عادى إلى الدعاره, وفعلا مارست الدعاره رغم كل المقومات التى درستها ونشأت عليها. وبالبحث اتضح أنها توارثت جينات الدعاره من والدتها التى كانت تمارس الدعاره.
من هنا يمكننا أن نحلل تلك الجرائم التى ترتكبها القاعده. إن أفراد هذه العصابه لا تسعى ولا يسعدها إلا الدم. لماذا؟ هل هو التدين؟ إن عددا كبيرا من السود فى أمريكا اعتنقوا الدين الاسلامى دون حاجة إلى قتل أو إرهاب ولكن تحت أسباب عده منها كراهيتهم للبيض إلى آخر تلك العوامل التى حثت على اعتناق الدين الاسلامى. وطبعا لم يكن إحدى تلك العوامل القتل. ولم تكن الاسلمه قاصره على السود الامريكيين بل كانت كثيرات من الامريكيات يعتنقن الدين الاسلامى بكل إقبال خاصة إذا تزوجن من مسلمين.
كذلك فقد كان يمكن للقاعده أن تنشر الدين الاسلامى بوسائل أخرى سوى الدماء خاصة وأن السعوديه تمول هذه الاسلمه. المهم هناك إغراءات عديده تجذب من يمكن أن يعتنق الاسلام مثل التعاليم السمحه واليسر فى التطبيق "الدين يسر لا عسر".
خلاصة القول إن الدين يمكن أن ينتشر بكل الوسائل السلميه أو الاغراءات الماديه. أما الدماء فهى لا تنشر الاسلام بل تضعه فى صوره سيئه وتجعله محل عداوة الحادى والبادى. هذا هو منطق الشخص المتدين الذى يريد أن ينشر عقيدته فهو لا ينشر عقيدته إلا بالوسائل السلميه. وكما قال رسول الاسلام "بالموعظه الحسنه".
أما إذا نظرنا مثلا إلى الزرقاوى وكيف أنه كان يستمتع بالدماء التى تسيل من الضحايا الذين كان يجز رقابهم, وهو فى غاية الهدوء بل والاستمتاع فتلك التصرفات لا يمكن لأى شخص أن يقول إنها نوع من التدين. وعلى أكثر تقدير فإن التدين يؤخذ ذريعه لتلك العمليات الاجراميه. ولكن حقيقة الامر أن السبب الحقيقى هو النزعه الاجراميه التى تسرى جيناتها فى دماء من يرتكب الجريمه.
وإذا نظرنا إلى وقائع الحادى عشر من سبتمير وكيف انها قوبلت باشمئزاز وامتعاض بل وحزن وأسى, فإننا نجد أن البعض قد قابل تلك الجرائم بكل الارتياح بل والسعاده. وهذا الاحساس البارد لا يعبر إلا عن أن صاحبه له ميل إلى الجريمه فهو على الاقل يستمتع بارتكابها ولا يهم إذا كان هوالذى ارتكبها أو غيره.
المهم إن الجريمه تتلمس سببا لارتكابها ومن تلك الاسباب أسباب اجتماعيه أو اقتصاديه ولكن أخطر تلك العوامل هى الجينات الوراثيه. فمثلا فى المثال السابق لا يمكن لأى إنسان عادى أن يرتكب تلك الجرائم التى ارتكبها الزرقاوى أو بن لادن إلا إذا كانت جينات الجريمه تسرى فى دمه. وليس أدل على ذلك من أن الاغلبيه الساحقه من المسلمين لا يلجأون إلى الجريمه لنشر الدعوه أو الحث على الاسلام.
من هذا يتبين بكل جلاء ان السبب الاساسى لارتكاب الجرائم تحت ستار الدين ليست لنشر الدعوه كما يدعون بل هى تفسير خاطئ للاسلام وهذا التفسير ينتزعه كل من يندفع إلى الجريمه بغرض إشباع نزعة الجريمه التى تسرى فى عروقه.
والنزعه إلى الجريمه درجات فمنها ما يدفع مباشرة لارتكاب الجريمه تحت مختلف المبررات مثل الشرف والانتقام ونشر الدين إلى آخر تلك المبررات ولكنها تتفاوت طبقا لمدى النزعه الاجراميه التى تسرى فى دماء مرتكب الجريمه. ومثل هذه الجرائم تكون اسبابها ثقافيه أو اجتماعيه. كما أنه من الجرائم التحريض على ارتكاب جريمه فالانسان لا يريد أن يرتكب الجريمه بنفسه حتى لا يقع تحت طائلة القانون, ولكنه يحرض عليها فإذا ما تحقق ارتكاب الجريمه شعر بالارتياح والسعاده. وهى عادة تكون سعاده مزدوجه, سعاده لتحقيق الجريمه وسعاده لتحقيق هذا الهدف دون أن يتعرض شخصيا للمساءله أو العقاب, وإن كان الاعفاء من المسئوليه أو العقاب محل نظر للمحرض على الجريمه.
كما أن جينات الجريمه قد تكون ساريه فى دماء حماة الجريمه. فمثلا وكيل النيابه الذى يحيك مؤامره ضد شخص برئ وهو يعرف أنه برئ حتى يحقق التوصل إلى عقوبه ضده, فمثل وكيل النيابه هذا قد ارتكب جريمه لا تقره عليها كل القوانين والاعراف. وإذا ما تكشفت الحقيقه يتعين على مثل وكيل النيابه هذا أن ينال من العقاب ما يردع زملاءه من ارتكاب تلك الجريمه. وما يسرى على وكيل النيابه يسرى على الضباط وعلى القضاه.
يتبين مما تقدم أن تلك الجرائم التى ترتكب بين حين وآخر تحت ستار الدين يتعين أن تفسر التفسير الصحيح. فإن كل من يرتكب الجريمه وكل من يرتاح إلى ارتكابها ويدافع عن ارتكابها كلاهما تسرى فى عروقه جينات الجريمه ولكن بنسب متفاوته.
وهذا هو التفسير العلمى لمرتكبى الجريمه فهم جميعا ضد القانون وضد الانسانيه ولكن بنسب متفاوته.
حدث مره أن سائق سياره مشروع فى القاهره اصطدم بسيارة مدير عام. فأوقفه المدير حتى يتخذ الاجراءات اللازمه فى عمل محضر ثم وقف المدير العام أمام السياره ليمنعه من التحرك. إتصل السائق بصاحب السياره فأمره هذا الاخير قائلا: "كله". فما كان من السائق إلا أن أدار محرك السياره وقادها مندفعا وقتل المدير العام. لقد ارتكب مثل هذين الشخصين تلك الجريمه بدافعين: الاول هو جينات الجريمه التى تسرى فى عروقهما, ولكن هناك عامل آخر مشجع وهو الذى حرك تلك الجينات وهو أن ارتكاب الجريمه أصبح شيئا مألوفا بل والاخطر من ذلك أن الكثيرين من مرتكبى الجريمه لا يصادفون أى عقوبه جنائيه أو غير جنائيه. هنا نقول إن البيئه قد تفاعلت مع جينات الجريمه فأنتجت تلك الجرائم لاتفه الاسباب.
هذه الجرائم الغير انسانىه تعبر عن نزعة الجريمه التى تسرى فى عروق كل من سائق المشروع ومالك السياره. ولكن مرتكبى جرائم العراق والكشح ونجع حمادى وأبو قرقاص و... وبرج التجاره العالمى... إلخ جميعهم تلمسوا فى الدين مبررا لارتكاب الجرائم التى تنفر منها الانسانيه وغير الانسانيه. ولكن فى الحقيقه جينات الجريمه التى تسرى فى عروقهم هى السبب الاساسى, ولا شك أن كل من دبر وساعد وعضد وأيد تلك الجرائم بل وكفل لها الحمايه اللازمه كما فى حالة الكشح, جميع هؤلاء قد ارتكب تلك الجرائم لأنه يسعد ويشبع غرائزه وجينات الجريمه التى تسرى فى عروقه
أما وكلاء النيابه ورجال البوليس الذين يدبرون لاتهام برئ فهؤلاء لهم عذاب أليم لان المفروض أنهم حماة العداله. ومن منطلق سلطتهم يرتكبون تلك الجرائم.
على ذلك فإن المنطق القائل بأن تلك الجرائم يحض عليها الدين الاسلامى فهى محض افتراء لأنها لا تنشر الدين بل على العكس لقد أساءت للدين الاسلامى أسوأ إساءه. فيكون السبب الحقيقى لارتكابها هى جينات الجريمه التى تسرى فى عروقهم, كما أن المناخ الاجتماعى لا يمكن أن يتنصل من المسئوليه.
فهل نعمل على نشر السلام فى مصر أم أن جينات الجريمه قد تمكنت من المجتمع ككل؟
وهل يمكن أن يكون للجريمه – أية جريمه – عقوبه رادعه حتى يسود المجتمع احترام القانون؟
انزعج العالم كله لهذه المذبحه الغير انسانيه, ثم تحركت السلطات الامنيه فى العراق, وطبعا هذا لن يعيد الارواح التى فقدت ولا الازواج لأراملهن, ولا الآباء لابنائهم, ولا الشابات والشباب لنضارة حياتهم وأمالهم الورديه, تلك الأمال التى اصبحت فى لون الدم المراق وغبرت معها الحياه الى ذكرى ... بل ذكرى مؤلمه تدمى القلوب والأفئده.
ومن الغريب أن تلك الجريمه الشنعاء تم ارتكابها باسم الدين. ولست أدرى ما هو ذلك الدين الذى يسمح بالجريمه ضد العزل فى خسه ونذاله بل وجبن. ويتجسد الجبن بأن هؤلاء القتله والسفاحون لا يجرأوا على ارتكاب أى حادث ضد إسرائيل والمفروض أنها العدو الحقيقى الذى استولى على أرض المسلمين, أليس هؤلاء القتله مسلمين؟ وهم أيضا يقتلون باسم الدين؟ لماذا لم يتحركوا ضد اسرئيل باسم الدين أيضا؟ إنه لأدنى درجات الجبن.
وتصل قمة الجبن إلى أن هؤلاء القتله يرسلون بالسذج لتفجير أنفسهم أما هم فيحافظون على مراكزهم وأموالهم التى يكدسونها باسم الدين أيضا فلم نسمع عن أى أحد فيهم أن فجر نفسه ليتمتع بالرغد والهناء الموعود بالجنّه, كما أنهم لم يرسلوا أبناءهم لنفس الغرض ونفس الهدف.
بل ظلوا يتمتعون بما يحصلون عليه ثمنا لدماء الابرياء ومكافأة للجريمه المرتكبه ضد الابرياء.
لم نر أن هيئات أسلاميه قامت لتندد عن جديه بتلك الجريمه, ولم أجد تحركات جاده من الساده المسلمين لتشجب ذلك الفعل الخسيس. ولم أجد مطالبه جديه من الساده المسلمين يطالبون بالبحث الجاد عن مخبأ هؤلاء المجرمين ليكتثوهم ويكتثوا جرائمهم المقبله. وهنا يثور التساؤل .. هل يمكن أن يكون هناك من البشر من يرضى بمثل هذه الجرائم؟ ربما !!!
نعم ..... ربما, ولكن لماذا وكيف؟
قبل أن نتعرض تفصيلا لتحليل تلك الجرائم والباعث الحقيقى عليها نود أن نشير إلى أن أغلب الدول الاوروبيه والامريكيه قد ألغت عقوبة الاعدام لماذا؟
النظريه أن الله جل وعلا قد خلق الانسان وهو الذى بث فيه الروح. ولا يجوز لإنسان آخر تحت أى ظرف من الظروف أن يسلب تلك الروح لآى سبب من الاسباب ولا يجوز أن ينزعها من الانسان إلا خالقها, وخالقها فقط. ومن ثم يمكن أن تكون العقوبه هى الحبس مدى الحياه كحد أقصى. وتلك العقوبه تنطبق حتى لو كان الجانى متهما بالقتل. ذلك أن الجانى وإن كان قد سلب الروح التى هى من سلطة الخالق فقط, فلا يجوز للسلطات أن تنتزع هذا السلطه الالهيه.
على ذلك يكون مرتكب جريمة القتل قد ارتكب جريمتين جريمه جنائيه يعاقب عليها القانون ... أى قانون, وجريمه إنسانيه ودينيه بأن اعتدى على سلطة الخالق فى سلب المجنى عليه حقه فى الحياه والتى هى من سلطة الخالق فقط لا غير.
أما كيف أننا نجد أناسا يرتكبون تلك الجرائم متلحفين بالدين والجهاد فهذا هو محل تحليلنا للدافع الحقيقى.
يقول علم الاجرام إن الانسان يولد وبه نوازع للخير ونوازع للشر ولكن بنسب متفاوته. وهنا يقوم دور الثقافه الدينيه ودور المجتمع والمدارس فى تصقيل نفسية الشخص وأخلاقه ونوازعه وميوله مما يسمى بالتسامى. فيتسامى الانسان بغرائزه التى تميل إلى الشر وعبودية الغرائز, إلى إنسان اجتماعى يتفاهم فى ود وصفاء مع أفراد المجتمع الذى يعيش فيه فيصبح إنسانا اجتماعيا يمتزج بفكره وسلوكه مع هذا المجتمع.
إلا أن ثمة عوامل أخرى قد تؤثر فى الانسان وفى نزعته إلى الجريمه مثل البيئه والمجتمع الذى يعيش فيه, والنشأه والتربيه والثقافه, هل هى ثقافة تنمى فى الشخص السمو الاجتماعى أم تنمى فيه النفور الاجتماعى فيصبح الانسان حاقدا على المجتمع يتربص الفرصه ليظهر هذا الحقد فى صورة جريمة ما مثل السرقه أو الايذاء سواء للانسان أو الحيوان.
ولذلك تكون التربيه التى تتسم بالوداعه والمحبه تؤثر فى الطفل وتجعل منه إنسانا وديعا أليفا يحب أقرانه ويحب العلم ويميل إلى المعرفه لانها توسع مداركه وتمنحه ثقه فى النفس فتكون النتيجه أنه يكون محبا للغير سريع التجاوب فى مساعدتهم.
أما الانسان الذى ينشأ على القسوه والكراهيه فيكون إنسانا ناقما على المجتمع الذى يعيش فيه لأن قيم هذا الجتمع تحرمه من السلام والسعاده النفسيه والاطمئنان. فيصبح إنسانا ساخطا على المجتمع تتحكم فيه العقد النفسيه التى تدفعه إلى الانتقام, وغالبا يعبر عن ذلك الانتقام فى حبه لأيذاء الحيوانات خاصة الصغيره. مثل هذا الانسان تنمو فيه روح الجريمه فيندفع إليها, ولا يحجم عن ارتكاب الجريمه إلا بوازع من الخوف سواء من العقاب أو من الفشل فى إتيان تلك الجريمه.
وعلى ذلك تؤثر فى الانسان لارتكابه الجريمه عدة عوامل منها النشأه والتربيه, والمجتمع الذى يعيش فيه, والبيئه والمدرسه.
ولكن يقول علم الاجرام إن أهم عامل من تلك العوامل هو عامل "الوراثه" فقد تبين من الدراسه أن فتاه كانت متبناه بواسطة عائله راقيه جدا. فأنشاوا تلك الفتاه على التدين والحياه الاجتماعيه الراقيه التى تتسم بالاحترام والنقاء فى السلوك وفى المشاعر تجاه الغير. إلا أن هذه الفتاه تبين أنها تميل بشكل غير عادى إلى الدعاره, وفعلا مارست الدعاره رغم كل المقومات التى درستها ونشأت عليها. وبالبحث اتضح أنها توارثت جينات الدعاره من والدتها التى كانت تمارس الدعاره.
من هنا يمكننا أن نحلل تلك الجرائم التى ترتكبها القاعده. إن أفراد هذه العصابه لا تسعى ولا يسعدها إلا الدم. لماذا؟ هل هو التدين؟ إن عددا كبيرا من السود فى أمريكا اعتنقوا الدين الاسلامى دون حاجة إلى قتل أو إرهاب ولكن تحت أسباب عده منها كراهيتهم للبيض إلى آخر تلك العوامل التى حثت على اعتناق الدين الاسلامى. وطبعا لم يكن إحدى تلك العوامل القتل. ولم تكن الاسلمه قاصره على السود الامريكيين بل كانت كثيرات من الامريكيات يعتنقن الدين الاسلامى بكل إقبال خاصة إذا تزوجن من مسلمين.
كذلك فقد كان يمكن للقاعده أن تنشر الدين الاسلامى بوسائل أخرى سوى الدماء خاصة وأن السعوديه تمول هذه الاسلمه. المهم هناك إغراءات عديده تجذب من يمكن أن يعتنق الاسلام مثل التعاليم السمحه واليسر فى التطبيق "الدين يسر لا عسر".
خلاصة القول إن الدين يمكن أن ينتشر بكل الوسائل السلميه أو الاغراءات الماديه. أما الدماء فهى لا تنشر الاسلام بل تضعه فى صوره سيئه وتجعله محل عداوة الحادى والبادى. هذا هو منطق الشخص المتدين الذى يريد أن ينشر عقيدته فهو لا ينشر عقيدته إلا بالوسائل السلميه. وكما قال رسول الاسلام "بالموعظه الحسنه".
أما إذا نظرنا مثلا إلى الزرقاوى وكيف أنه كان يستمتع بالدماء التى تسيل من الضحايا الذين كان يجز رقابهم, وهو فى غاية الهدوء بل والاستمتاع فتلك التصرفات لا يمكن لأى شخص أن يقول إنها نوع من التدين. وعلى أكثر تقدير فإن التدين يؤخذ ذريعه لتلك العمليات الاجراميه. ولكن حقيقة الامر أن السبب الحقيقى هو النزعه الاجراميه التى تسرى جيناتها فى دماء من يرتكب الجريمه.
وإذا نظرنا إلى وقائع الحادى عشر من سبتمير وكيف انها قوبلت باشمئزاز وامتعاض بل وحزن وأسى, فإننا نجد أن البعض قد قابل تلك الجرائم بكل الارتياح بل والسعاده. وهذا الاحساس البارد لا يعبر إلا عن أن صاحبه له ميل إلى الجريمه فهو على الاقل يستمتع بارتكابها ولا يهم إذا كان هوالذى ارتكبها أو غيره.
المهم إن الجريمه تتلمس سببا لارتكابها ومن تلك الاسباب أسباب اجتماعيه أو اقتصاديه ولكن أخطر تلك العوامل هى الجينات الوراثيه. فمثلا فى المثال السابق لا يمكن لأى إنسان عادى أن يرتكب تلك الجرائم التى ارتكبها الزرقاوى أو بن لادن إلا إذا كانت جينات الجريمه تسرى فى دمه. وليس أدل على ذلك من أن الاغلبيه الساحقه من المسلمين لا يلجأون إلى الجريمه لنشر الدعوه أو الحث على الاسلام.
من هذا يتبين بكل جلاء ان السبب الاساسى لارتكاب الجرائم تحت ستار الدين ليست لنشر الدعوه كما يدعون بل هى تفسير خاطئ للاسلام وهذا التفسير ينتزعه كل من يندفع إلى الجريمه بغرض إشباع نزعة الجريمه التى تسرى فى عروقه.
والنزعه إلى الجريمه درجات فمنها ما يدفع مباشرة لارتكاب الجريمه تحت مختلف المبررات مثل الشرف والانتقام ونشر الدين إلى آخر تلك المبررات ولكنها تتفاوت طبقا لمدى النزعه الاجراميه التى تسرى فى دماء مرتكب الجريمه. ومثل هذه الجرائم تكون اسبابها ثقافيه أو اجتماعيه. كما أنه من الجرائم التحريض على ارتكاب جريمه فالانسان لا يريد أن يرتكب الجريمه بنفسه حتى لا يقع تحت طائلة القانون, ولكنه يحرض عليها فإذا ما تحقق ارتكاب الجريمه شعر بالارتياح والسعاده. وهى عادة تكون سعاده مزدوجه, سعاده لتحقيق الجريمه وسعاده لتحقيق هذا الهدف دون أن يتعرض شخصيا للمساءله أو العقاب, وإن كان الاعفاء من المسئوليه أو العقاب محل نظر للمحرض على الجريمه.
كما أن جينات الجريمه قد تكون ساريه فى دماء حماة الجريمه. فمثلا وكيل النيابه الذى يحيك مؤامره ضد شخص برئ وهو يعرف أنه برئ حتى يحقق التوصل إلى عقوبه ضده, فمثل وكيل النيابه هذا قد ارتكب جريمه لا تقره عليها كل القوانين والاعراف. وإذا ما تكشفت الحقيقه يتعين على مثل وكيل النيابه هذا أن ينال من العقاب ما يردع زملاءه من ارتكاب تلك الجريمه. وما يسرى على وكيل النيابه يسرى على الضباط وعلى القضاه.
يتبين مما تقدم أن تلك الجرائم التى ترتكب بين حين وآخر تحت ستار الدين يتعين أن تفسر التفسير الصحيح. فإن كل من يرتكب الجريمه وكل من يرتاح إلى ارتكابها ويدافع عن ارتكابها كلاهما تسرى فى عروقه جينات الجريمه ولكن بنسب متفاوته.
وهذا هو التفسير العلمى لمرتكبى الجريمه فهم جميعا ضد القانون وضد الانسانيه ولكن بنسب متفاوته.
حدث مره أن سائق سياره مشروع فى القاهره اصطدم بسيارة مدير عام. فأوقفه المدير حتى يتخذ الاجراءات اللازمه فى عمل محضر ثم وقف المدير العام أمام السياره ليمنعه من التحرك. إتصل السائق بصاحب السياره فأمره هذا الاخير قائلا: "كله". فما كان من السائق إلا أن أدار محرك السياره وقادها مندفعا وقتل المدير العام. لقد ارتكب مثل هذين الشخصين تلك الجريمه بدافعين: الاول هو جينات الجريمه التى تسرى فى عروقهما, ولكن هناك عامل آخر مشجع وهو الذى حرك تلك الجينات وهو أن ارتكاب الجريمه أصبح شيئا مألوفا بل والاخطر من ذلك أن الكثيرين من مرتكبى الجريمه لا يصادفون أى عقوبه جنائيه أو غير جنائيه. هنا نقول إن البيئه قد تفاعلت مع جينات الجريمه فأنتجت تلك الجرائم لاتفه الاسباب.
هذه الجرائم الغير انسانىه تعبر عن نزعة الجريمه التى تسرى فى عروق كل من سائق المشروع ومالك السياره. ولكن مرتكبى جرائم العراق والكشح ونجع حمادى وأبو قرقاص و... وبرج التجاره العالمى... إلخ جميعهم تلمسوا فى الدين مبررا لارتكاب الجرائم التى تنفر منها الانسانيه وغير الانسانيه. ولكن فى الحقيقه جينات الجريمه التى تسرى فى عروقهم هى السبب الاساسى, ولا شك أن كل من دبر وساعد وعضد وأيد تلك الجرائم بل وكفل لها الحمايه اللازمه كما فى حالة الكشح, جميع هؤلاء قد ارتكب تلك الجرائم لأنه يسعد ويشبع غرائزه وجينات الجريمه التى تسرى فى عروقه
أما وكلاء النيابه ورجال البوليس الذين يدبرون لاتهام برئ فهؤلاء لهم عذاب أليم لان المفروض أنهم حماة العداله. ومن منطلق سلطتهم يرتكبون تلك الجرائم.
على ذلك فإن المنطق القائل بأن تلك الجرائم يحض عليها الدين الاسلامى فهى محض افتراء لأنها لا تنشر الدين بل على العكس لقد أساءت للدين الاسلامى أسوأ إساءه. فيكون السبب الحقيقى لارتكابها هى جينات الجريمه التى تسرى فى عروقهم, كما أن المناخ الاجتماعى لا يمكن أن يتنصل من المسئوليه.
فهل نعمل على نشر السلام فى مصر أم أن جينات الجريمه قد تمكنت من المجتمع ككل؟
وهل يمكن أن يكون للجريمه – أية جريمه – عقوبه رادعه حتى يسود المجتمع احترام القانون؟
أبى فوق الشجرة
بقلم : حنان مفيد فوزي
الفائز أبى
فى زمن هتكوا فيه عذرية المحبة وأعلنوا فيه عن وفاة الوحدة بعدما تاجروا بقدسية الأديان واستباحوا عرض الأوطان فشيعت جنازة الأمن والأمان والسلام.
فى دنيا الأقنعة المستهلكة على الهواء، والضمائر المستعارة فى السراء والضراء، والخطوات المكبلة بالعثرات، والخطابات مقطوعة الوصلات، والثوابت
الخاضعة للمتغيرات
فى بلد ناسه فئران تجارب لكل عابر سبيل، واعتصاماته تحتج فضائياً، وإعلانه برامج، وإعلامه مسابقات، وبضائعه صينى، ودواؤه مغشوش، ومياهه صرفية، وصرفه غير صحى، وخضاره مسموم، وفاكهته محقونة، ورغم ذلك أصواته مشتراة ببطانية صوف العسكرى، مع أن نتائج انتخاباته مدونة سلفاً.
فى جيل تعصف فيه مباراة كرة قدم بمستقبل شعبين عربيين، وتتوسع فيه استوديوهات التحاليل أكثر من معامله الكيميائية، وتبلغ ميزانية إنتاج مسلسلاته ما يفوق إنتاج مصانع ألبانه وأقطانه ومواد بنائه، وحين تتقزم الكيانات الحقة، تختلط الأوراق والأنساب والأعراف، فينقلب الهرم الاجتماعى ليصبح عفواً «أبوالليف أشهر من أبوالهول».
فى طريق تضاربت فيه المعانى، فصارت الشجاعة تهوراً، والنقاء غفلة، والوداعة جبناً، والسماحة ضعفاً، والحوار فذلكة، والتفاهم ضرباً من الخيال على القفا، حيث الود الحنون بأجر، والعناق الحميم بأظافر، والفهلوة نجاحاً، والبجاحة جرأة، والنصب شطارة، والفيل ف المنديل، وتحت القبة شيخ وفوق المذبحة كاهن.
فى واقع معجون بالعنف والعقم والعبث، يتساوى فيه العاطل بالباطل بالحابل بالنابل بأبورجل مسلوخة يقف أبى فوق الشجرة بكلامه المفيد، أحدث إصداراته الأدبية صباراً صلباً مستنيراً متحرشاً بالأمل، متسلحاً بالإيمان، منتمياً لتراب هذا البلد، يضخ الكلمات فى عروق المعانى، هى ثمرات من الطرب اللغوى الأصيل، بحروفها يبث الحقائق التى تنحاز لقضايا الغلابة والمهمشين وهم السواد الأعظم لهذه الأمة، عبر هذا الكتاب، إضافة إلى نوافذه الأسبوعية، فى أهرام السبت، وعالم يوم الاثنين، وصباح خير الثلاثاء، و٢٤ ساعة الخميس، وحديث المدينة الجمعة، وحده بغير مراسلين، إنه المراسل والمحاور معاً لعلامات استفهامه الباحثة عن الجدية فى الإيضاح والتبصير فى النصيحة والنضج فى الرأى ومحاربة جموع التسيب والتساهل والتراخى لقطع ألسنة الشامتين، وبنبرة راصدة تخلو من السعال المسعور ينفذ إلى عمق الداء لا مقيداً بوثنية الماضى، ولا مأخوذاً بفتنة المستقبل، وإنما حاضر فى الحاضر كحكماء الهند الذين يلتحفون بكنوز الروح فى الداخل لتعديل وتعمير الحياة فى الخارج، ولماذا يا ترى يسبح فى خليج المخاطر بقلم ملتاع، ويجوب الشوارع والحوارى والأزقة نزولاً إلى البدرومات بكاميرات ثكلى، بحثاً وتحقيقاً بنفس طويل مسكون بالفضول يعتصر من حرقة الصيف وينتفض من صقيع الشتاء، ويستنشق أتربة وأدخنة برحابة صدر تخلو من الامتعاض؟! الإجابة: لأنه يحلم بإذابة دهون مصر المتراكمة على شرايينها بعمر أكثر استقراراً وأقل وحشية، يعدم فيه حزب أعداء النجاح فى ميدان عام، ويقل فيه نشاط الدعاة ليصبح الاعتدال فى المسيحية يقابل الوسطية فى الإسلام، وتزداد فيه ميزانية البحث العلمى الذى يضرب التخلف فى مقتل ويحقننا بالموضوعية، وتختفى العنوسة والخلع والاختناقات المرورية وتدنى الأجور وغلاء الأسعار والقتل العمد والخطأ والسرقة بالإكراه والرشوة المعفاة من الضرائب والتزوير بالحبر السرى وأورام المرض وأمراض الفقر وفقر الفكر وفكر الجهل والتلوث والضوضاء والقبح بكل صوره وأنواعه، ومازال يحلم ويسبح ويجوب بروح العفرتة، كما وصفه ذات مقال الكاتب أحمد بهاء الدين، بنور الشغف الذى يضىء ظلمة العقول، كما صنفه ذات حوار الكاتب محمد حسنين هيكل، يتزين بالمصداقية ويتعطر بالحماس، ممشوقاً متجاوزاً حدود الزمان والمكان بالسؤال.. «فالسؤال عنده استفزاز نبيل لانتزاع الحقيقة، ابتزاز مشروع لمن يملك المعلومة، فعل علنى فاضح فى طريق الرأى العام، محاولة لهز الواقع الراكد وإخراجه من حذر الجمود، فلو كتمنا السؤال نكون مثل من كتم الشهادة». هذا نص كلامه السيمفونى الذى يحث على الوعى ويؤكد أن المواجهة خير إراحة للصدور، أما التعتيم فيحرض على العصيان الجماعى ليقتلع اليابس والأخضر، ومن هنا استحق لقب المحاور الألفا الذى حفت أقدامه حتى انتقلت حروف اسمه من بنط ١٠ أسود إلى أكليشيه على صدر ما يكتب، ولم يعرف طريقه إلى الشاشات قبل ١٢ سنة قضاها فى الإعداد، كان فيها الفكرة والمضمون والمعلومة لطابور من الإعلاميين شب على يده، ومرت على قلبه محن زادته تشبثاً بالكيان، وطالته الألسنة فى محاولة للفتك به ولم يتأثر، وشاهد الأقزام يعتلون المواقع والطفيليات تجتاح المساحات فتحصن بكرامته فى خندق الكبرياء، وصار الانفلات هو لغة العصر، ليكتب مستنكراً ببلاغة..
ملعونة الكلمة التى تبرئ الحكومة مما اقترفت يداها، وتنافق النظام على حساب الشارع، وملعونة الكلمة التى تهز إيماننا بجناحى الدولة - الأمن والقضاء - وملعونة الكلمة التى تفتح جرحاً طائفياً فى جسد الوطن وتشكك فى مقدسات هى جزء من تراثنا باسم حرية التعبير، وملعونة الكلمة المبشرة بسراب أو المحرضة على إحباط أو الملتوية أو المفككة أو المفخخة، فالجرأة ليست هى الإبحار المتدنى فى الجنس، ولا الفج فى الدين ولا الهمجى فى السياسة، الكلمة الحقة هى التى جاء ذكرها فى الحديث الشريف «الكلمة الطيبة صدقة» وذكرت فى الإنجيل «الكلام اللين يصرف الغضب»، ومن صدقات الكلمات اللينة، أعطى صوتى لزعيمى المرشح عن دائرة الشارع المصرى.. مفيد فوزى.
أكتب اليوم لمن علمنى حرفاً وأسلوباً وأداءً وإحساساً، وزرع فى طريقى شجيرات التعبير فصرت له ابنة عاشقة، متيمة مخلصة لميثاق شرف حبه واحترامه وتقديره، إنه الحزب الحاكم لقلبى والقيمة المثلى فى ذهنى ودستورى فى الحياة، إنه قنديلى فى العتمة ودليلى فى الغربة وصديقى الصديق، الذى سأبعث له برسالة علنية لتطبع آلاف المرات اعتزازاً به، وأقول: يا أغلى الناس لا تبعثر حزمة أعصابك على ذوات الهشاشة والعضال، بل حافظ على مناعتك النفسية والبدنية بالطعام والصلاة والحب، ففى قربك للخالق الكريم ملاذ يقيك شر المخلوقات، فاستجمع أحزانك وتغلب.. استنهض أحلامك، وصوب وأشرق فى نهارى كل صباح ليدوم الحق والخير والجمال.
نقلاً عن المصري اليوم
mercredi 17 novembre 2010
اذا كان الله ارهابيا .. فالهنا ليس الهكم !
سمعت البيان الصوتي لما يسمى بتنظيم القاعدة ، الذي قال : اقدمنا نحن جنود وكتيبة الاستشهاديين في دولة العراق الاسلامية على هذا العمل استجابة لنداء الله تعالى ...! اكتفي هنا بهذا . لم اكن اعرف ان كان الله ارهابيا ، وانه يامر بقتل الناس بالشكل الذي نفذ فيه ( الابطال المجاهدين) مذبحة كنيسة سيدة النجاة ، خاصة بحق الرضيعة الطفلة ساندرو جان يونان الساعورالبالغ عمرها ( 4 اشهر)! ولم اكن على دراية تامة بان الله ينادي ويامر ( جنود كتيبة الاستشهاديين ) بدخول ( بيوته) لقتل المصلين الذين يتعبدون ويتضرعون للسلام والمحبة.
على كل حال ، اذا كان الله كذلك ، فهو الله الذي لا اعرفه ، ولا الذي اعبده منذ ستين عاما ويزيد ، لان الله الذي عرفته وعبدته يحمل صفاتا اخرى . اذن فالعقل يقول ان هناك ( ربّين ) الاول ارهابي وقاتل يعبده اتباع ما يسمى دولة العراق الاسلامية ، ولديه كتيبة من الجنود يفتكون بالناس الآمنين باوامر منه ، والثاني مسالم طيب محب للبشر يعبده اتباع دولة المحبة والتسامح والغفران .
انا هنا اخاطب كل من يقف وراء اولئك الجنود الذين نفذوا مجزرة كنيسة سيدة النجاة وكل المجازر التي تطال الناس الآمنين ، بان الهنا ليس الهكم ، فالهنا اله خير وصلاح ، تعلمنا منه ان نسامح اخانا ، ونصفح عمن يسيء الينا ، ونحب عدونا ، ونساعد جارنا ، ونحنو على الصغير ، ونقدس ابوينا والكبير . علمنا ربنا ان نحبه لا ان نخاف منه ، لانه اب ، والاولاد لايخافون اباهم لانهم مؤمنون بانه يحبهم مهما قسى عليهم .
اما ربكم ، يا جنود كتيبة الاستشهاديين ، فله شكل آخر ، فهو رب ٌ لا نعرفه ولا نريد ان نعرفه ، رب ٌ يلعق دماء الاطفال المذبوحين ، ويستلذ بمضغ احشاء النساء المغتصبات ، ويتلذذ بنحر رقاب الشيوخ ، ويهيم بقتل الشباب . رب ٌيقدم لذوي العقول الفارغة الجواري والحسان في جنته ، وكانه سمسار يجيد مهنته . فاذا كان هذا هو الهكم فهو الشيطان بعينه ، فاعبدوه واذهبوا اليه .. واتركونا لربنا الذي نعبد
على كل حال ، اذا كان الله كذلك ، فهو الله الذي لا اعرفه ، ولا الذي اعبده منذ ستين عاما ويزيد ، لان الله الذي عرفته وعبدته يحمل صفاتا اخرى . اذن فالعقل يقول ان هناك ( ربّين ) الاول ارهابي وقاتل يعبده اتباع ما يسمى دولة العراق الاسلامية ، ولديه كتيبة من الجنود يفتكون بالناس الآمنين باوامر منه ، والثاني مسالم طيب محب للبشر يعبده اتباع دولة المحبة والتسامح والغفران .
انا هنا اخاطب كل من يقف وراء اولئك الجنود الذين نفذوا مجزرة كنيسة سيدة النجاة وكل المجازر التي تطال الناس الآمنين ، بان الهنا ليس الهكم ، فالهنا اله خير وصلاح ، تعلمنا منه ان نسامح اخانا ، ونصفح عمن يسيء الينا ، ونحب عدونا ، ونساعد جارنا ، ونحنو على الصغير ، ونقدس ابوينا والكبير . علمنا ربنا ان نحبه لا ان نخاف منه ، لانه اب ، والاولاد لايخافون اباهم لانهم مؤمنون بانه يحبهم مهما قسى عليهم .
اما ربكم ، يا جنود كتيبة الاستشهاديين ، فله شكل آخر ، فهو رب ٌ لا نعرفه ولا نريد ان نعرفه ، رب ٌ يلعق دماء الاطفال المذبوحين ، ويستلذ بمضغ احشاء النساء المغتصبات ، ويتلذذ بنحر رقاب الشيوخ ، ويهيم بقتل الشباب . رب ٌيقدم لذوي العقول الفارغة الجواري والحسان في جنته ، وكانه سمسار يجيد مهنته . فاذا كان هذا هو الهكم فهو الشيطان بعينه ، فاعبدوه واذهبوا اليه .. واتركونا لربنا الذي نعبد
Inscription à :
Articles (Atom)