mardi 23 mars 2010

مشاعر أم ابنها تحت عجلات بلدوزر


تحتفل مصر يوم الحادى والعشرين من مارس كل عام بعيد الأم تقديراً لدورها... فالأم رمز الحب والعطاء والتفانى والإخلاص، قيل عن الأم "إنها هى نصف المجتمع، وهى التى تربى وتلد النصف الآخر" والأم رمز الحب وقسَّم علماء النفس الحب إلى ثلاث درجات:
النوع الأول: حب الأيروس وهو الحب الشهوانى مرتبط بلذة وقتية سرعان ما تنتهى.
النوع الثانى: الحب الفيلو وهو الحب الاجتماعى مثل حب العائلة، الأخ، الأخت، والأب لأبنائه..
النوع الثالث: حب الأغابى وهو حب سام غير مرتبط بعطاء، حب باذل لا يتوقف بمدى الأخذ بل يعطى بلا انتظار، حب دائم كبير غير متقلب يمثله حب الله للبشرية الذى يشرق بشمسه على الأبرار والأشرار، ويقترب حب الأم من هذا الحب الذى يعطى الأبناء بدون انتظار مقابل فقلب الأم قلب نابض بالحب والخير لأبنائها.

بعد تلك المقدمة أقص لكم قصة أم بسيطة محبة رزقها الله بزوج طيب يسعى لخدمة الآخرين بما أعطاه الله من وزنات، فنشر الحب والخير فى ربوع قريته البسيطة، اشترى أرضاً وأنشأ حضانة لخدمة أبناء الحى البسطاء وعاش يؤدى خدمته على حسب طاقته.

ذات يوم وجد أمامه عربات مصفحة بلدوزرات هدفها الهدم وسعيها الخراب مع مئات من رجال الشرطة وجوههم عابسة وعيونهم تنطق (الدم الدم الدم.. الهدم الهدم الهدم) كانت تلك الهجمة مدججة بمئات من العسكر، وبدون سابق إنذار هاجمت البلدوزرات منزل الرجل الطيب وبعد ضرب ولطم طرحته أرضاً سحبته خارجاً ليخرج خارج ضيعته، تطلعت زوجته وجدت زوجها مطموساً فى دمائه هذا يلطمه وآخر يضربه... فصرخت لهم لماذا كل هذا؟!!
فجأة وجدت أمامها عشرات من الرجال المدججين بالسلاح خرجت يد أحدهم كان هو فى الهيئة كإنسان ولكن الواقع لا يحمل صفات البشر مد يده على صدر السيدة البسيطة وشدها بعنف كاد يتمزق صدرها بين يديه.. وأخذ يكيل لها سباباً وشتائم، ولم يكتف بذلك بل أخذ يضربها على وجهها وعلى رأسها وطرحها أرضا وسحبها من شعرها للخارج بلا رحمة ولا شفقة، وطردها خارج منزلها مع قاموس قذر من السباب لها ولعقيدتها ولجميع من على شاكلتها، وسط مشاركة البعض من رجال الأمن بضربها وسبها.

لم يرتجف قلبه من صراخ ابن تلك الأرملة ذى العشرة أعوام صراخاً وعويلاً، وحينما سمع صراخ وبكاء أمه لم ترتخ ولم تلن عواطفه الإنسانية من صراخ الطفل الرضيع إن كان يملكها!! بل أخذ بكل ما أوتى من قوة يضرب ويلطم تلك الأم البسيطة.
نسيت الأم آلامها من جراء الضرب والسحل وهدفها الوحيد ابنها الرضيع حاولت تهدئته أولاً... فإذ بصوت أحد الوحوش الآدمية يصيح (إن لم تخرجى سوف أطرح ابنك تحت عجلات البلدوزر.. فارتجف قلب الأم الرقيق وخرجت بابنها ليس خوفاً على حياتها بل على ابنها الرضيع الصارخ الباكى.

أرادت الشكوى فإذ جميع رجال الأمن ينكرون أن هناك من تهجَّم عليها وحاول ضربها.. أخذت الأم ابنها وخرجت غير مصدقة ما يحدث لها ولزوجها الرجل البسيط.. ورأسها ممتلئ بعلامات استفهام عديدة كيف يحدث هذا؟! الأرض ملك لنا بقرار 1028 عام 2009 كيف.. ألا يوجد قانون؟!! ألا توجد رقابة؟!!.

أخيراً تعتقد أنك أمام مشهد أم فلسطينية يضربها جندى تابع للاحتلال الإسرائيلى تجرد من مشاعر الإنسانية مصرحاً بأنه سيأخذ ابنها ليطرحه تحت عجلات البلدوزر.. أو تهجم على أم فلسطينية يمسكها من صدرها ويكاد ينال منها.. غير مبالٍ بشرف وعرض..
لا.. إنه على العكس مصرى مائة بالمائة.. رجل أمن مصرى من رجال الأقصر برتبة ضابط شرطة والسيدة هى صباح نادى حنا زوجة القس محروس عزيز راعى الكنيسة الإنجيلية والبيت المتهدم ليس كما نشرت بعض الصحف أنه غرفة بل منزل للكاهن وزوجته وبيت مغتربات به خمسون سريرا ومطابخ ودورات مياه واستراحة للضيوف ومدرسة بها 12 فصلا ومبنى حضانة كان بها 20 طفلا مصريا تبلغ مساحتها 1750 مترا مع مبنى كنيسة يقدر بـ400 متر.

فرجال الأمن المصرى مع رجال أمن الدولة قذفوا أثاث الأسرة خارجاً مع هدم بالبلدوزرات وتحطيم كل شىء بحجة التطوير!!

هل التطوير يعنى انعدام المشاعر الإنسانية؟..
هل التطوير يعنى سرقة واغتصاب حقوق الآخرين؟..
هل التطوير يعنى الاعتداء على السيدات؟..
هل التطوير يعنى هدم كنيسة الأقباط الإنجيليين بلا تعويض ولا اتفاق مسبق؟..
هل التطوير يعنى غياب القانون؟..
هل التطوير يعنى هدم مبانى الكنيسة مع بناء مساجد جديدة فى المنطقة؟..
لمزيد من الصدق والشفافية سبق وهدم محافظ أسوان جامع السيدة زينب وجامع المقشش وبنى محلهما جوامع حديثة... فلماذا لا يعاملون الكنيسة الإنجيلية بالمثل؟! مثلما فعلوا مع المساجد..
أخيراً المعتدى على زوجة الكاهن الإنجيلى القس محروس عزيز رجل أمن مصرى برتبة ضابط شرطة (تعدى عليها بسحبها من صدرها وطرحها أرضاً) وآخر أخذ يضرب ويكيل لها اللكمات والضربات.
ترى ما رأى الإعلام المصرى فى جهازنا الأمنى المدجن بأيديولوجية متطرفة ضد مسيحيى مصر؟! وما حكم الشرفاء إن كان الفاعل مصريا من رجال الأمن وأتباعهم؟!.
ماذا سيكون رد فعل مجلسى الشعب والشورى، والصحافة، ووزارة الخارجية... إذا كان الفاعل جنديا إسرائيليا بسيدة فلسطينية؟.
هل يجوز أن تصدر هذه الأفعال من رجل مصرى (رجل أمن) ضد سيدة مصرية ابنة لهذا الوطن؟
سلطة بلا رقابة تتحول لعصابة

مدحت قلادة

vendredi 19 mars 2010

منابر الكراهية

"جريمة الكراهية"The Crime of Hate
بحث قيم أرسله لى صديقى العزيز الدكتور منذر الفضل الدكتور فى القانون المدنى والعضو المشارك فى وضع الدستور العراقى عام 2005 والمقيم بالسويد، قرأت البحث بشغف فوجدته يشرح جرائم الكراهية والمواثيق الدولية مُركِزاً على الحالة العراقية بشكل خاص ونظام الديكتاتور صدام حسين، اتصلت بالدكتور منذر الفضل لأشكره على مجهوده الرائع وبحثه القيم "جريمة الكراهية" لاستأذنه فى الاقتباس من بحثة فرحب مشكورا:
تعريف جريمة الكراهية: (التحيز الذى ينفذ بطريقة مباشرة ومؤذية ضد شخص أو ممتلكات يختارها المعتدى عن قصد، بناء على العرق أو اللون أو العقيدة أو الأصل أو الجنس..) كما أن جريمة الكراهية تُرتكب بأشكال مختلفة من دولة إلى أخرى رغم أن أركانها واحدة وهى:
1- الركن الشرعى: ويُراد به النص القانونى الذى يجرم هذا السلوك.
2- الركن المادى: ويُراد به الفعل الذى يقع إما بوسيلة إيجابية وهى ممارسة الجريمة مثل الاحتقار أو الازدراء أو العنف ضد مجموعة أو شخص، أو قد يكون الركن المادى بوسيلة سلبية بمعنى الامتناع عن القيام بعمل معين يوجبه القانون وذلك بدافع الكراهية مثل رفض معالجة أو انتقاد شخص بسبب أصله أو دينه أو لونه أو جنسه.
3- الركن المعنوى الذى يراد به القصد الجنائى حيث إن هذه الجريمة هى الجرائم العمدية التى يجب أن يتوافر فيها هذا الركن.
وسرد فى بحثة أيضا إعلان الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصرى ورد فى المادة 7 من الإعلان العالمى للأمم المتحدة التى تنص على:
1- لكل إنسان حق فى المساواة أمام القانون، وفى العدالة المتساوية فى ظل القانون، دون تمييز بسبب العرق، أو اللون، أو الأصل الإثنى، حق فى الأمن على شخصه وفى حماية الدولة له من أى عنف أو أذى بدنى يلحقه سواء من الموظفين الحكوميين أو من أى فرد أو أية جماعة أو مؤسسة.
2- لكل إنسان يتعرض فى حقوقه وحرياته الأساسية لأية تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الإثنى، حق التظلم من ذلك إلى المحاكم الوطنية المستقلة المختصة التماساً للإنصاف والحماية الفعليين.
بعد أن فرغت من قراءة البحث القانونى سمعت الأخبار ورأيت صورا فى الشبكة الإليكترونية للهجوم الكاسح للغوغاء والدهماء فى المنطقة الريفية بمرسى مطروح على الكنيسة وخسائر تقدر بملايين من الدولارات على الأقل والسبب الرئيسى لتلك الغزوة قيام الشيخ خميس أحمد خميس عبده إمام مسجد الريفية شاحناً الجميع بوجوب محاربة الأعداء!! وقائلاً نحن لا نريد المسيحيين فى العيش بيننا صائحا الجهاد الجهاد، وبعد صلاة العشاء بدأ الهجوم الكاسح للمؤمنين ضد الكافرين والنتيجة حرق 20 منزلا وإتلاف 19 سيارة علاوة على مصدر رزق الأقباط بالقرية.. وتم طعن العديد من الأقباط منهم من حالته خطيرة.. مثل منير نجيب حنين الذى رفض النطق بالشهادة فنال طعنات فى الفخذين واليدين والرأس... ووصل عدد المصابين الأقباط 11 فرداً.
ولم يمر يومان إلا ونرى صورا عبر الشاشات الإليكترونية للهجوم الكاسح على كنيسة "الملاك ميخائيل" بكفر "عبده" بالإسكندرية بعد صلاة الجمعة، فقاموا بضرب كاهن الكنيسة، والشمامسة، والشعب المتواجد بها، مستخدمين فى اعتدائهم الآثم البنادق الآلية ومختلف أنواع الأسلحة البيضاء من "سنج ومطاوٍ وما شابه ذلك"، بالإضافة لـ"مياه النار" بالطبع بعد شحن شيخ الجامع المصلين من البسطاء ضد الكفار...
إن الاعتداءات ضد الأقباط واضحة للعيان... إنها جرائم كراهية بسبب الدين فمع صمت النظام وغياب القانون "بالجلسات العرفية" وإلقاء القبض على شباب المجنى عليهم لإجبارهم على التنازل وهو ما يعنى تواطؤ النظام فى تلك الجرائم إن لم يكن بمشاركته فبتستره عليها.
فمن الواضح أن جريمة الكراهية لها سند عقيدى دينى ولا يقوم بها أفراد عاديين بل أشخاص لهم سلطة دينية مستخدمين مراكزهم الدينية لشحن البسطاء من الناس فيتحولوا لماكينات تسرق وتحرق وتقتل أو تستحل حياة وشرف وعرض المخالف فى الدين.
وتبقى المصيبة الكبرى تحول المنابر عن وظيفتها الأساسية فبدلاً من زرع الحب والسمو الأخلاقى بين أتباعها إلى مجرمين باسم الدين وتصبح منابر للكراهية.
هذه رسالة للوزير زقزوق هل الكنيسة رجس فى عرف وزارتكم؟ فإن كانت الإجابة لا.. فلماذا تصمتون على الشيخ خميس أحمد خميس بمرسى مطروح؟!! وشيخ جامع "أبو سليمان"، وهو أكبر جامع بالمنطقة، بحشد الأهالى ضد الكنيسة؟!!
لماذا تصمتون على تحول منابر من منابر تهذيب وإصلاح لمنابر شحن البسطاء من المسلمين ليتحولوا إلى وحوش كاسرة تسرق وتحرق وتنهب باسم الدين؟!!
إن الاعتداءات على الأقباط التوصيف الدقيق والقانونى لها جرائم كراهية حسب مواثيق الأمم المتحدة "التحيز الذى ينفذ بطريقة مباشرة ومؤذية ضد شخص أو ممتلكات يختارها المعتدى عن قصد، بناء على العرق أو اللون أو العقيدة أو الأصل أو الجنس..) والسبب واضح هو بسبب الدين، هنا يقع على عاتق المصريين الشرفاء اللجوء للهيئات الدولية لرفع الشكاوى ضد جرائم الكراهية المصدقة بأيديولوجية دينية من بعض شيوخ المسليمن.
"تجربة مريرة علمتنى الحياة: ليست كل المعابد بيوت الله فنوع منها كانت مسكونة بالشياطين فدور العبادة ليست ذات قيمة إلا إذا حرسها رجل الله الخير" من أقوال غاندى
مدحت قلادة

جعلوني ... متطرفا


القبطي شخصية مسالمة معروف عنه انه لا يحمل سلاح ولا يميل إلي العنف حتي لو أدي هذا العنف إلي القتل واحتلال أرضه وأهانته في شرفه وعرضه فكثيرين من الأقباط أخذت بناتهم وزوجاتهم ولم يفكروا في استخدام العنف كرد فعل لإهانتهم .
فعلي مر العصور ظهر القبطي بهذه الصورة المسالمة كما انه لم يعتدي علي أرض الغير ولم يخرج من بلده لاحتلال بلاد الأخر طمعا في ثرواتها أو لنشر أفكاره بل ولم يقاوم بالسلاح للدفاع عن وطنه بل في كل هذه الظروف الصعبة كان يلجئ إلي الله بالصلاة مع الصوم و كانت الصلاة هي الوسيلة الوحيدة التي تعزيه في كل ألآمه وأوجاعه ومما يعزز ذلك داخله كلمات الكتاب المقدس الذي هو صخرة إيمانه إذ لا يجد فيه آيات تحرض علي القتال أو العنف أو رد الإساءة بالإساءة بل يجد كلمات التسامح والمحبة التي تدعو إلي الصبر في المحن والشدائد مثل سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن . وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الأخر أيضا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين ... سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلي مبغضيكم . وصلوا لأجل الذين يسيئؤن إليكم ويطردونكم. {متي 5 . 37-44} وانه أمام كل هذه الآيات كان عليه أن يصمت لان الله يدافع عنه وهو صامت.
فأهلا بجميع الأديان علي أرض مصر دون استخدام العنف والقتل لفرض أفكارها ودون التعالي علي الأخر.
فنحن لسنا أقل من الدول التي تحترم حرية العقيدة فبعض دول الخليج مثل دبي سبقتنا في احترام العقيدة إذ سمحت بإقامة دور عبادة لكل أصحاب المعتقدات التي تعمل علي أراضيها.
وليعلم الجميع أن الله هو الديان العادل وليس الإنسان حتي لو كان هذا الإنسان رجل دين فالجميع معرض للخطأ والصواب في كل مكان وزمان وفي كل المواقف.
فقد تتابعت قوات احتلال وسلاطين وممالك علي مصر والكل زال واندثر وبقي الأقباط بإيمانهم وصلاتهم وإنجيلهم .
والآن ماذا فعل الطرف الأخر مقابل هذه المعاملة النبيلة التي لا يمكنه أن يمارسها هو بأي حال من الأحوال؟.
زاد جبروته وتعالي وزاد طمعه وأستضعف الأخر بل ويفكر الآن في الخلاص منه نهائيا بالتهجير من خلال العنف الجسدي والمعنوي.
ولكن نظرا إلي أن النفس البشرية محدودة وأحيانا تضعف أمام التجارب ولا تستطيع الاحتمال لاضطهاد يومي منظم شمل كل مناهج الحياة سواء في الأعلام و الوظائف أو الشارع وكذلك الجيرة التي كانت أكثر من الأخوة في فترة ما أضطر البعض إلي الهجرة بحثا عن حياة أفضل ولتحقيق أحلام كان من المستحيل عليهم أن يحققوها في مصر. ولكن نظرا لان حب الوطن والأهل في دمهم وجيناتهم ولا يمكن التخلي عنه لأنه جزء من شخصيتهم وسلوكياتهم. كما أن الذين هاجروا ذاقوا معني الحياة الكريمة والحرية الحقيقة والممارسة الديمقراطية الفعلية بدءوا يتفاعلون مع كل حدث يحدث في الداخل ومن خلال المجتمعات الحرة الديمقراطية التي يعيشون فيها بدءوا يعبرون عن سخطهم وغضبهم وعدم قبولهم لما يحدث للأهل في الداخل من ممارسات فاقت كل الاحتمالات والتوقعات فخرجوا في مظاهرات مع كل حدث ليعبروا عن عدم قبولهم ورفضهم الكامل للعنف ضد أهاليهم كما أن تكرار الإحداث أعطاهم انطباع بأنها اضطهاد منظم .
وهنا كانت مواقف الحكومة مشينة ومخيبة للآمال مما أثار الشك في مشاركتها في هذا الاضطهاد بل ومسئؤليتها الكاملة عن حدوثه.
فبدلا من شجب هذا الاضطهاد وإيقافه – لأنها بالطبع تملك هذا- بدأت تبحث عن أسباب وذرائع لكل حدث وتدافع عنه في تبجح أنزل من مكانتها بين الدول المتحضرة والديمقراطية التي ترعي حقوق الإنسان في العالم.
وبدلا من مساندة المظلوم والمعتدي عليه ومعاقبة الجاني لم تقدم واجب العزاء لآهل الشهداء وللكنيسة الذين أصيبوا في أعز ما لهم وهم أولادهم وخيرة شبابهم وتحولت ليلة عيد الميلاد المجيد إلي ليلة عيد الاستشهاد من أجل السيد المسيح والكنيسة.
واليوم وقبل أيام قليلة من احتفال الأقباط بعيد القيامة المجيد بدأ يعيش شعب الأقصر أسبوع الآلام من الآن بسبب سؤء استخدام السلطة والتعامل بالقوة والعنف في حل المشاكل .
وبدلا من أنصاف المتضررين في أي أحداث عنف استخدمت هي نفسها أسلوب العنف لقطع السنة المطالبين بالحقوق ولكي يظلوا أذلاء يقبلون بما يفرض عليهم ويقدم لهم.
عندما فاض الكيل زادت مظاهرات الاحتجاج والرفض وأمام هذه الزيادة بدأت صناعة اليهوذات عن طريق استخدام النفوس الضعيفة الباحثة عن المادة والشهرة وتم لصق صفة الخيانة وإثارة الفتن والتطرف لكل من لا يقبل العنف والظلم لأهله.
فبدلا من جعلنا متطرفين ليتكم تضعون حلولا بكل شجاعة إذا كنتم صادقين وغير مسئؤلين عما يحدث لان العالم الحر الشريف يعرف تماما استخدام الكلمات والتفرقة بين الناس وله عيون بلا غشاوة تري الحقائق والمواقف علي طبيعتها.
عندما صمت الأقباط اتهموا بالسلبية.
وعندما تظاهروا داخل الكنيسة اتهموا بالقوقعة والاستخدام السيئ لدور العبادة.
وعندما خرجوا للشارع اتهموا باللعب بالنار وإثارة الطرف الأخر وتعريض البلاد لانفجار طائفي.
وعندما تظاهروا بالخارج اتهموا بالاستقواء بدول أجنبية وبالتطرف.

فما هو المطلوب منهم بوضوح ؟
هل المواطنة مكانها علي الورق فقط ؟
ولماذا جعلتمونا متطرفين؟
جميل جورجي
رئيس جمعية أصدقاء الأقباط
المدير التنفيذي لاتحاد المنظمات القبطية الفرنسية